مع الثورة الدائمة في مجال الاختراعات الإلكترونية، قد تصبح فأرة الكمبيوتر إحدى ضحايا تلك الثورة.
تشهد سوق الإلكترونيات دخول عدد متزايد من التكنولوجيات المتطورة؛ للتواصل مع الكمبيوتر، مثل أجهزة «ليب موشن» وكمبيوترات «سوني فايو» التي تقرأ حركة اليد، وخدمات تتعرف على الصوت مثل «سيري» من «أبل».
واعتبر باحثون أن هذا الانتقال تطور حتمي، وسيحدث في وقت قريب لا يتعدى السنوات القليلة المقبلة، وقال الباحث «جون أندركوفلر» من شركة «أوبلونغ» الأمريكية للتكنولوجيا المتطورة: “إن فأرة الكمبيوتر ظلت طيلة عقودٍ، الجسر الرئيسي للعبور إلى العالم الافتراضي، ولكنها لم تكن دائمًا الأداة المثلى”. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن «أندركوفلر» أن: “اليد البشرية والصوت البشري إذا استُخدما في العالم الرقمي كما يُستخدمان في العالم المادي، ستكون لهما قوة تعبيرية عجيبة”.
ولاحظ الباحث «أندركوفلر» أن الاستغناء عن كتلة الفأرة البلاستيكية سيتيح نقل المعلومات بين المستخدم والجهاز بطريقة مختلفة، ذات نطاق ترددي عريض جدًّا.
وقال محللون: “إن هذا التفكير يحدث انقلابًا في تصميم الأجهزة، وبدلا من التركيز على جهاز واحد فإن المصممين المبدعين يستشرفون آفاق أجهزة تستجيب لحركات الجسد والصوت والأصابع والعيون وحتى الأفكار، ويمكن أن يستخدم بعض هذه الجهزة عدة أشخاص في وقت واحد”.
وقد تبقى لوحة المفاتيح قيد الاستعمال لكتابة الرسائل، ولكن تصميم حديقة سيكون أسهل بقلم رقمي، وكذلك دراسة خريطة مدينة ما بحركات اليد أو البحث على الإنترنت عن أحدث أغاني فنانك المفضل، وقد يكون المتحف هو مآل فأرة الكمبيوتر التي يتفق كثيرون على أنها كانت اختراعًا عبقريًّا.
وقال الباحث «أندركوفلر»: “إن الكمبيوتر المكتبي أسهم في تفعيل الأجزاء المتخصصة باللغة والتفكير المجرد من دماغ الطفل، ولكن الكمبيوتر التفاعلي الجديد، يساعد في فتح الجزء المكاني من الدماغ، وتوقع حدوث ثورة في طريقة التعلم، عندما يتمكن الكمبيوتر التفاعلي لنا من الشروع في التحادث معنا بهذه الطريقة”. وكانت أول فأرة كمبيوتر صُممت عام 1963، عبارة عن كتلة من الخشب تمشي على عجلتين.